جلسة نقاشية في مركز مادبا المتميز لفنون الطهي تؤكد على دور التدريب المهني في مواجهة البطالة وتعزيز الكفاءات الأردنية

عُقدت في مركز مادبا المتميز لفنون الطهي جلسة نقاشية موسعة نظمتها مؤسسة التدريب المهني، بحضور نخبة من الشخصيات الرسمية والبرلمانية والأكاديمية، وذلك في إطار سعي المؤسسة إلى تعزيز الحوار والتواصل مع السلطة التشريعية وسعيها لتطوير منظومة التدريب المهني في الأردن وفقا لرؤية التحديث الاقتصادي 
وشارك في الجلسة عطوفة مدير عام مؤسسة التدريب المهني الدكتور أحمد الغرايبه، وسعادة رئيس لجنة التوجيه الوطني والإعلام النيابية النائب فراس القبلان، وسعادة رئيس لجنة العمل النيابية النائب معتز أبو رمان، وعطوفة رئيس الجامعة الألمانية الأردنية الدكتور علاء الدين الحلحولي، إلى جانب عدد من أصحاب السعادة النواب ومساعدي مدير عام مؤسسة التدريب المهني وعدد من مدراء المديريات في المؤسسة.

ورحب الدكتور الغرايبه بالضيوف في مركز مادبا المتميز لفنون الطهي، أحد أبرز المشاريع التي جاءت ضمن المبادرات الملكية، حيث افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، حفظه الله، ليكون منصة رائدة تسهم في تطوير مهارات الشباب الأردني في قطاع الطهي الفندقة  والضيافة وتفتح أمامهم آفاقًا مهنية جديدة تتماشى مع احتياجات السوق المحلي والإقليمي، لسد فجوة المهارات المطلوبة أبرزها أضف مهارات اللغه الانجليزيه والمهارات الرقميه والمشاريع الريادية.
وقدّم مدير عام المؤسسة عرضًا مفصلًا حول أبرز الإنجازات التي حققتها المؤسسة في السنوات الأخيرة، مستعرضًا استراتيجيتها المستقبلية التي تركز على التشبيك الفعّال مع القطاع الخاص لضمان أن تكون برامج التدريب المهني منتهية بالتشغيل، فضلًا عن التوسع في تأسيس مراكز متميزة، حيث بلغ عدد معاهد المؤسسة 30 معهدًا منتشرًا في مختلف محافظات المملكة، *ومن خلال 128  برنامج تدريبي يخدم كافة القطاعات الاقتصادية إلى جانب 8 مراكز متخصصة في فنون الطهي من ضمنها مركز مادبا ومركز جراسا للتميز.
كما استعرض الدكتور الغرايبه أرقامًا تفصيلية تتعلق بعدد المتدربين والمتدربات ونسب تشغيل خريجي المؤسسة التي تصل الى62% وعدد برامج التدريب المهني المستحدثة والمطورة، والكوادر التدريبية المؤهلة، إلى جانب أبرز المشاريع المشتركة التي تنفذها المؤسسة بالتعاون مع شركائها من القطاعين العام والخاص.
وتطرق الدكتور الغرايبه إلى مجموعة من البرامج النوعية التي تنفذها المؤسسة، من ضمنها برامج التدريب المنتهي بالتشغيل، وبرامج إعداد العمالة الأردنية الماهرة للأسواق الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى برامج ريادة الأعمال المهنية الممولة من مؤسسات حكومية ومنظمات دولية، وبرامج العمل عن بُعد بالتعاون مع البنك الدولي لتأهيل الشباب الأردني للعمل في أسواق الخليج العربي والولايات المتحدة الأمريكية ، كما تم تسليط الضوء على برنامج الأعمال الحرة في التجارة الرقمية بالشراكة مع شركة البريد الأردني.
وتناول العرض الاتفاقيات الموقعة في مجال التلمذة المهنية، وأنظمة اختبار الخريجين، واحتياجات سوق العمل، والمعايير المعتمدة، فضلًا عن مبادرة "أكاديميات الشراكة والتمكين مع القطاع الخاص" والتي ستنطلق في مرحلتها الأولى (2025–2026) لتغطي عددًا من القطاعات الحيوية مثل قطاع الحلي والمجوهرات، والصناعات الدوائية.
وأكد الدكتور الغرايبه أن مؤسسة التدريب المهني تسعى لتعزيز ثقافة التدريب المهني في الأردن من خلال التوعية المجتمعية، خاصة في المناطق النائية ، مبينًا أن نسب الإقبال على برامج التدريب المهني آخذة بالتصاعد في العديد من الدول مثل المغرب والإمارات، وهو ما يشكل مؤشرًا على أهمية هذا المسار في معالجة التحديات التنموية اضافة إلى تزايد نسب الإقبال على برامج التدريب المهني في الأردن.
من جهتهم، أشاد النواب المشاركون بالدور المتنامي الذي تؤديه مؤسسة التدريب المهني، معتبرين أن المؤسسة باتت اليوم تمثل نموذجًا مؤثرًا في تطوير مهارات الشباب، وتقديم حلول واقعية لمشكلة البطالة من خلال تأهيل الشباب بمسارات مهنية مباشرة تتماشى مع احتياجات السوق المحلي والإقليمي. 
وأكدوا أن الدول المتقدمة لم تحقق تقدمها إلا من خلال الاعتماد على منظومات تدريب مهني فعالة، وهو النهج الذي يجب أن يسير عليه الأردن من خلال دعم المؤسسة وتمكينها.
وأشار سعادة النائب القبلان إلى أن التحديات التي يواجهها سوق العمل الأردني تتطلب التوجه الجاد نحو المهارات غير التقليدية، وتوسيع ثقافة التدريب المهني لتشمل فئات جديدة من الشباب، لا سيما في المحافظات والمناطق النائية، مؤكدين أهمية دعم هذه البرامج بالتشريعات اللازمة والمبادرات التوعوية المستمرة.

كما شدد سعادة النائب ابو رمان على ضرورة تطوير المسارات المهنية وربطها بالتشغيل الفعلي، واهمية تعزيز التكامل بين المسارين الأكاديمي والمهني، مع العمل على بناء شراكات أوسع مع القطاع الخاص لتوفير فرص تدريب وتشغيل مجدية للشباب الأردني.

من جهتهم، أشاد اصحاب السعادة النواب سامر الأزايدة وعيسى نصار وعبدالرؤوف اربيحات وشفاء مقابلة ونور أبو غوش وأحمد الرقب ورائد القطامين، بالدور المتنامي الذي تؤديه مؤسسة التدريب المهني، معتبرين أن المؤسسة باتت اليوم تمثل نموذجًا مؤثرًا في تطوير مهارات الشباب، وتقديم حلول واقعية لمشكلة البطالة من خلال تأهيل الشباب بمسارات مهنية مباشرة تتماشى مع احتياجات السوق المحلي والإقليمي.

من جانبه، استعرض عطوفة الدكتور علاء الدين الحلحولي أبرز البرامج الأكاديمية التي تقدمها الجامعة الألمانية الأردنية، والمبادرات التي تنفذها في إطار التشبيك مع سوق العمل الألماني، وأوضح أن الجامعة تتقاطع في أهدافها بشكل كبير مع مؤسسة التدريب المهني، خصوصًا فيما يتعلق بربط التعليم بالتطبيق العملي، مشيرًا إلى أن الجامعة تعتبر المؤسسة شريكًا استراتيجيًا في تطوير الموارد البشرية في الأردن، وهي من الجهات الداعمة لمسيرتها التطويرية، كما أكد على المضي نحو تعزيز التعاون بين الجانبين من خلال برامج مشتركة تستهدف قطاعات جديدة.

وفي سياق متصل، طالب الدكتور الغرايبه بضرورة تسريع إقرار التشريعات التي من شأنها تنظيم سوق العمل المهني، ومن أبرزها "قانون تنظيم العمل المهني"، مشيرًا إلى ضرورة أن تلتزم جميع المنشآت التجارية بوجود ترخيص مزاولة المهنة، وذلك لضمان جودة الخدمات المقدمة وتعزيز ثقافة المهنية.
كما دعا إلى توفير حوافز وتسهيلات تشجيعية من أجل دفع الشباب الأردني للانخراط في المهن الحرفية التي لطالما ارتبطت بالعمالة الوافدة، مؤكدًا أن الإحلال التدريجي للعمالة الأردنية مكان الوافدة يتطلب إرادة سياسية وتشريعات داعمة.
وطالب الحضور بتكثيف جهود التوعية حول أهمية التدريب المهني، لا سيما في المدارس والمناطق النائية، لخلق بيئة حاضنة ومسار مهني واضح أمام الشباب.

وفي ختام الجلسة، عبّر عطوفة مدير عام مؤسسة التدريب المهني الدكتور أحمد الغرايبه عن بالغ شكره وتقديره لأصحاب السعادة رؤساء اللجان النيابية، ولسعادة رئيس الجامعة الألمانية الأردنية، ولأصحاب السعادة النواب، على حضورهم الكريم وتفاعلهم الإيجابي، مؤكّدًا أن هذا الدعم يعكس حرصهم الكبير على دعم جهود المؤسسة، واهتمامهم برؤيتها المستقبلية، ودورهم المحوري في النهوض بقطاع التدريب المهني كأداة فاعلة في التنمية الوطنية،كما قام مدير عام مؤسسة التدريب المهني عطوفة الدكتور أحمد الغرايبه بتكريم السادة النواب تعبيرا عن هذا الشكر والتقدير لاصحاب السعادة.

كما تم تكريم الشاب المبدع عبد الله النسور، تقديرًا لجهوده النوعية في مجال التشبيك بين الشباب الأردني وقطاع الأعمال، ومبادراته الهادفة إلى تمكين الشباب ومساعدتهم في الوصول إلى فرص تدريب وتشغيل ملائمة. وقد أثنى عطوفة مدير عام مؤسسة التدريب المهني الدكتور أحمد الغرايبه على إسهامات النسور، معتبرًا إياه نموذجًا مشرفًا للشباب الأردني الواعي، الذي يعمل بإخلاص من أجل خدمة مجتمعه، ويسهم بفعالية في دعم رؤية المؤسسة وتوسيع أثرها المجتمعي.
 وتوجّه الغرايبه بالشكر العميق لعبد الله النسور على عطائه المميز وحضوره الفاعل، مؤكدًا أن ما يقدمه من جهود يُجسد روح المبادرة والالتزام، ويعكس الصورة الحقيقية لشباب الأردن القادر على إحداث التغيير الإيجابي والمساهمة في بناء مستقبل أكثر إشراقًا.


كيف تقيم محتوى الصفحة؟