التدريب المهني: تطوير القوى العاملة وتحسين كفاءتها من خلال البرامج التدريبية

تعمل مؤسسة التدريب المهني من خلال البرامج التدريبية، على تطوير القوى العاملة وتحسين كفاءتها، بحيث تساهم بشكل مباشر في إعداد الأفراد لتلبية احتياجات سوق العمل وتزويدهم بالمهارات والمعرفة الفنية اللازمة لتجعلهم قادرين على أداء وظائفهم بكفاءة عالية.
وأوضح مدير عام مؤسسة التدريب المهني الدكتور أحمد الغرايبة، أن التدريب المهني يساعد في تعزيز القدرات الفردية للعاملين من خلال تزويدهم بتعليم عملي يركز على تطبيق المعرفة النظرية في بيئات العمل الحقيقية، بما يضمن إكساب المتدربين الخبرة الفعلية التي يحتاجونها، ويعزز من فرصهم في الحصول على وظائف تلائم قدراتهم.
وأشار في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إلى أنه يمكن تلبية احتياجات سوق العمل وسد الفجوة بين المهارات المطلوبة والمهارات المتوفرة لدى القوى العاملة من خلال إنشاء مجالس المهارات القطاعية، إضافة إلى تقديم برامج تدريبية متخصصة تقدمها المؤسسة لتلبي احتياجات القطاعات المختلفة.
ويمكن أيضا تزويد السوق بعمالة مدربة ومؤهلة تمتلك المهارات المطلوبة، من خلال هذه المجالس التي تقوم بدراسة سوق العمل وتزويد هيئة تنمية المهارات المهنية والتقنية ومؤسسة التدريب المهني بأبرز احتياجاته ومتطلباته من مهن ومهارات مختلفة.
الشاب محمد نمر، يمثل قصة نجاح ملهمة تبرز كيف يمكن للإرادة والإصرار تجاوز التحديات، وذلك بعد التحاقه بتخصص إنتاج الحلويات في معهد ماركا للتدريب المهني عام 2010، بدأ مسيرته المهنية التي أخذته إلى مستويات متقدمة كخبير ومدرب في مجال صناعة البوظة العربية والحلويات، حيث يعمل اليوم مع كبرى الشركات العالمية في إيطاليا، محققاً نجاحاً دولياً في هذا المجال.
وعند سؤاله عن التحديات التي واجهته قال: لم تكن البداية سهلة، فقد واجهتني وعائلتي تحديات عديدة، إلا أن عزيمتي القوية وإيماني بالله وإصراري على العمل الجاد جعلني أتفوق في مجالي خلال فترة تدريبي.
وأضاف "لم اكتف بحصولي على الشهادة المهنية فحسب، حيث حصلت على شهادة الثانوية العامة بتفوق الأمر الذي مكنني من الحصول على منحة كاملة للتدريب في الأكاديمية الملكية لفنون الطهي، وتخرجت منها عام 2011، حيث حصلت على شهادات مهنية وخبرة عملية، ما فتح أمامي أبواباً للعمل مع شركة إيطالية رائدة في صناعة المواد الخام لصناعة الجيلاتو (البوظة الإيطالية)".
في الوقت الحالي، يشغل محمد منصب مسؤول التدريب لمنطقة الشرق الأوسط ودول الخليج في إحدى الشركات الإيطالية الكبرى، حيث يقوم بتقديم دورات تدريبية متخصصة للعاملين في هذا المجال على المستوى المحلي والدولي.
وفي نصيحته للشباب، يشدد على أهمية الالتحاق بالبرامج المهنية التي توفر لهم المهارات والخبرات اللازمة لدخول القطاع الخاص وتحقيق فرص اقتصادية مستدامة.
الشابة غادة الفار، تحولت من العمل في المختبرات الطبية إلى عالم الطهي في الأردن وأميركا ولم يكن في مخيلتها أن تنتقل من عالم المختبرات الطبية إلى عالم الطهي وصناعة الحلويات، لكن شغفها بالابتكار ودقتها العلمية التي اكتسبتها من مجال المختبرات قادتها إلى خوض تجربة جديدة مليئة بالتحديات والفرص.
فبعد حصولها على دبلوم في المختبرات الطبية عام 1995 وعملها في القطاع الخاص، قررت غادة في عام 2019 أن تتبع شغفها الحقيقي وتلتحق بمعهد مؤسسة التدريب المهني، حيث بدأت مشروعها المنزلي في محافظة اربد بإنتاج الخبائز والحلويات، وسرعان ما أبدعت في تطوير وصفات جديدة ومبتكرة نالت إعجاب الكثيرين.
لم تتوقف طموحات غادة عند حدود الأردن، فقد استطاعت نقل مشروعها إلى الولايات المتحدة، حيث تقيم ابنتها، ليصبح مصدر دخل لأسرتها هناك، وعلى طول مسيرتها المهنية كانت حريصة على تطوير مهاراتها من خلال المشاركة في العديد من البرامج المتخصصة في الريادة والابتكار وتعلم المهارات الرقمية الحديثة.
وتؤمن غادة، أن التدريب المهني هو بوابة النجاح، حيث يتيح للأفراد فرصة الدخول إلى سوق العمل وتحقيق أحلامهم، ومن هذا المنطلق، توجه رسالة للشباب والشابات بضرورة مواصلة التعلم وتطوير الذات، وتحثهم على اتباع شغفهم مهما كانت الصعوبات التي تواجههم.
وتحرص المؤسسة على مواكبة البرامج التدريبية للتكنولوجيا الحديثة، من خلال تصميم برامجها التدريبية بأسلوب يجمع بين التدريب النظري والعملي، وتزويد المتدربين بالمهارات والمعرفة اللازمة لمواكبة التغيرات السريعة في سوق العمل، وذلك عبر استخدام أحدث التقنيات والأساليب التدريبية، سواء في مجالات الهندسة أو الصناعات.
وتركز المؤسسة على تعزيز الجوانب العملية للتدريب من خلال استخدام معدات حديثة وبرامج محاكاة متطورة، ما يضمن جاهزية الخريجين لمتطلبات العمل في العصر الرقمي ويساهم في تطوير الكفاءات الوطنية، حيث أدخلت المؤسسة تقنية VR وAR والطباعة ثلاثية الأبعاد.
وتسعى المؤسسة ضمن خططها المستقبلية إلى تعزيز تكنولوجيا الواقع الافتراضي بالبرامج التدريبية الأخرى، وذلك بالعمل على تصميم تمارين VR جديدة تتعلق بالمهن والتخصصات الأخرى وتعميم هذه التجربة على معاهد المؤسسة.
كما تسعى المؤسسة من خلال دورات تدريبية متنوعة ومركزة، إلى العمل على رفع كفاءة الكادر الوظيفي من مدربين ومهندسين، بما يضمن تعزيز كفاءة العملية التدريبية وفقاً للمعايير المهنية العالمية ومواصلة العمل دوماً على استشراف المستقبل بتحسين تطوير الأجهزة والمعدات التدريبية لديها بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية.
وتضم المؤسسة 30 معهدا تدريبيا مهنيا في مختلف المحافظات، و265 مشغلا متخصصا، وتقدم 128 برنامجا تدريبيا.
وبحسب سجلات المؤسسة بلغ عدد المشتركين بالضمان الاجتماعي من هؤلاء المتدربين منذ عام 2019 وحتى العام الماضي نحو 22667 مشتركا، وبلغ عدد خريجي معاهد المؤسسة منذ تأسيسها وحتى العام الماضي أكثر من 500 ألف متدرب ومتدربة.


كيف تقيم محتوى الصفحة؟